سامر شقير: فجوة التبادل التجاري تمثل فرصة نمو هائلة للاستثمارات الأمريكية في السياحة والثقافة السعودية

أكد رائد الاستثمار وعضو الشرف المنتخب بمجلس التنفيذيين اللبنانيين في الرياض، سامر شقير، أن الفارق الحالي في حجم التبادل التجاري بين المملكة والولايات المتحدة يمثل "منجم فرص" غير مستغل. وأوضح أن التقرير الأخير يكشف عن إمكانات هائلة لنمو الشراكات الاقتصادية بما يتجاوز الأرقام الحالية، مشيراً إلى أن تعميق العلاقات الدبلوماسية يمهد الطريق لتدفق استثمارات أمريكية ضخمة، خاصة مع تسارع وتيرة الإصلاحات الاقتصادية الشاملة التي تتبناها رؤية 2030 لبناء اقتصاد متنوع ومستدام.
أشار شقير إلى أن قطاعي السياحة والثقافة يشهدان تحولات جذرية تجذب اهتمام المستثمر الأمريكي الباحث عن أسواق ناشئة ومستقرة.
فالسعودية تتحول اليوم إلى وجهة ثقافية عالمية بفضل المشاريع العملاقة والمشهد الفني المزدهر الذي يوفر منصات إبداعية جديدة. هذه القطاعات ليست مجرد مجالات ترفيهية، بل هي محركات اقتصادية حقيقية تخلق قيمة مضافة وتفتح أبواباً واسعة للشركات الأمريكية المتخصصة في إدارة الوجهات، والخدمات السياحية المتقدمة، وتجارة السلع الفاخرة التي تشهد طلباً متنامياً.
وفي معرض تحليله، توقف شقير عند أثر التحولات الاجتماعية العميقة، كزيادة مشاركة المرأة في سوق العمل وريادة الأعمال، على جاذبية الاستثمار الأجنبي المباشر. وأكد أن هذه التغيرات تعزز من مرونة الاقتصاد السعودي وتخلق طلباً متزايداً على خدمات استشارية وتقنية متقدمة تمتلك فيها الشركات الأمريكية ريادة عالمية. إن الانفتاح الاجتماعي والشفافية التنظيمية يجعلان من المملكة بيئة مثالية للشركات الراغبة في أن تكون جزءاً من هذا التحول التاريخي الملحوظ والمشاركة في صياغة مستقبل المنطقة.
وشدد رائد الاستثمار على أن الشركات الأمريكية في قطاعات الطيران، وأمن المطارات، والخدمات الاستشارية، تمتلك فرصة حقيقية لتوسيع نطاق أعمالها داخل المملكة بشكل ملموس. انضمام وفود تجارية بتمثيل رفيع يعكس الإيمان بقدرة السوق السعودية على استيعاب الاستثمارات النوعية طويلة الأجل. وبحسب شقير، فإن المناقشات العملية مع المسؤولين ركزت على تحويل أولويات الرؤية إلى شراكات تجارية حقيقية تساهم في بناء منظومة اقتصادية متكاملة وقوية، مما يعزز من مكانة الرياض كمركز مالي ولوجستي عالمي.
وأكد سامر شقير، على أن العلاقة بين الرياض وواشنطن تتجه بشكل متزايد نحو البعد الاقتصادي الاستراتيجي الشامل. ومع تحديث البيئة التنظيمية وازدياد الاستقرار، سيتسع نطاق الاستثمار الأمريكي ليشمل التصنيع المتقدم والخدمات اللوجستية، مما يجعل العلاقة أكثر متانة ومرونة في السنوات المقبلة. ودعا الشركات الأمريكية لاستغلال الزخم الحالي، مؤكداً أن الاستثمار في السياحة والثقافة السعودية هو استثمار في مستقبل مشرق يرتكز على قيم الابتكار والتنوع والنمو المشترك للبلدين.

